الرياض- عاصمة الاستقرار والشراكة العالمية في الشرق الأوسط

المؤلف: سلطان السعد القحطاني09.15.2025
الرياض- عاصمة الاستقرار والشراكة العالمية في الشرق الأوسط

تحمل زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية دلالات جلية ورسائل عميقة الأثر، لا يمكن بحال فصلها عن المشهد التاريخي والسياسي الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية. لقد كانت تلك الزيارة بمثابة إعلان صريح لا لبس فيه، مفاده أن العالم أجمع، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، وجد في الرؤية السعودية الطموحة مستقبلاً مزدهراً، ومنطلقاً جديداً نحو التقدم لمنطقة عربية ظلت لسنوات مديدة تتخبّط في أتون صراعات ومشاريع سياسية، لم ترَ النور على أرض الواقع، وبقيت حبيسة للأفكار النظرية والوعود المعسولة.

لقد قدم ترمب إلى الرياض، ليس وحيداً، بل برفقة وفد رفيع المستوى وغير مسبوق، ضم نخبة من كبار رجالات الدولة والاقتصاد والصناعة والإعلام، الأمر الذي يعكس بكل وضوح إدراكاً أمريكياً راسخاً بأن العاصمة السعودية لم تعد مجرد عاصمة إقليمية ذات تأثير محدود، بل أصبحت مركز ثقل عالمياً ومقراً لصياغة حلول ناجعة لقضايا ومشكلات تتجاوز في نطاقها حدود منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بأكمله.

في هذا العصر، باتت الرياض ملاذاً آمناً سياسياً واقتصادياً لكل من ينشد مستقبلاً ينعم بالاستقرار والازدهار، ومكاناً خصباً يمكن أن تنطلق منه شرارة تحول حقيقي وملموس. عشرات المليارات من الدولارات من الاستثمارات تتدفق على المملكة، ورؤساء تنفيذيون لأكبر الشركات العالمية يتوافدون إليها، وبيوت خبرة وصناعة مرموقة تزور المملكة، ليس بغرض المجاملة أو البروتوكولات الدبلوماسية، بل انطلاقاً من رغبة جادة وصادقة في أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من المشروع السعودي الطموح والواعد، الذي يهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة على أسس اقتصادية واستراتيجية راسخة.

إن المنطقة العربية، بكل ما تحمله من تعقيدات وتشابكات، في أمس الحاجة إلى قيادة واعية ومستنيرة ومسؤولة، تقودها بحكمة وروية نحو مرحلة جديدة من التطور والازدهار، قيادة تمتلك الشرعية اللازمة والدراية العميقة والرؤية الثاقبة، ولا شك أن المملكة العربية السعودية تمتلك كل هذه المقومات الأساسية وأكثر بكثير. فالمملكة ليست مجرد حجر الزاوية في النظام العربي، بل هي أيضاً صوت العقل والحكمة في منطقة طالما ضجّت بالأصوات العالية والمتطرفة التي تعيق مسيرة التقدم.

يدرك ترمب – وغيره من قادة العالم أصحاب النفوذ – وزن المملكة العربية السعودية الحقيقي على الساحة الدولية، كما تدرك المملكة جيداً الأهمية البالغة للشراكة الاستراتيجية مع أقوى دولة في العالم. وما يجمع الطرفين من قواسم مشتركة وأهداف نبيلة يفوق بكثير ما يفرّقهما من خلافات هامشية: رؤى اقتصادية متقاربة تهدف إلى تحقيق الرخاء، مصالح مشتركة تسعى إلى تعزيز الاستقرار، وإرادة سياسية صلبة وعزيمة لا تلين لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

إن العالم اليوم بأمس الحاجة إلى شريك جدير بالثقة والاعتماد عليه، والعالم أجمع لا يجد هذا الشريك الموثوق به في المنطقة إلا في الرياض. فالمملكة العربية السعودية، بكل بساطة، أصبحت عاصمة للاستقرار والأمان في شرق مضطرب يموج بالصراعات والاضطرابات.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة